تداعي بقرار

[center][center]على قيد الحياة بأدواته المراوغة، ولن انتحل شخصية غيري لأنتكس مثلما انتكست مفاهيم وقيم عالمية من قبل
لن يستخف بي هذا العالم كما استخف به غيري وركب على ظهره بما يمتلك من سراب داكن يحسبه الظمآن ماء
لن أكترث إن لسعتني في طياته قوارص المتنكرين أو لدغتني في حلكاته المتذمرة أفاعي المتربصين
لن يحتال هذا العالم بعد اليوم على مكتسبات تواضعي وإن احتال فلن ينال مراده وإن نال فلن يستمر في تخليد زيفه على براءتي الممزوجة بحرصي على العبور والانطلاق الفوري استجابة لأجل حروفي التي أرهقتني
قد يرى هذا العالم شبه اعترافي بقانونه الجاذب للرائي لكنه كاذب عند التماسه متوحشاً حينما ينفذ على رقابنا اللينة
ياصديقي كم تناصحنا وتنافسنا وتكاسلنا وتقاسمنا الزمن وتلاقحت أفكارنا وامتزجت رؤانا واحترقت شموعنا وأوشكت على أن تخفت أشعتنا ويذبل توهجنا وينتحر خيالنا وكلانا يهيم في بيداء أوراق هذا العالم المزيف علنا نجد قطرة من ماء الحياة لهذه التركة من النصوص وإن كانت عبثية بالغالب لكنها كما الولد تبقى في قمة الهم ورأس الاهتمام
مالذي جنيناه أولاً وأخراً ياصديقي ؟
مالذي جنيناه معاً حتى ننفجر كإصبعي " ديناميت " لكن هل سمعت صدىً ؟ هل تخيلت بارقاً ينتعش باهدابنا المقتبسة من إيحاء الجلال ؟ هل استجمعنا قوانا في هذا العالم النائي لنحصل على حقنا من وجبة الشفافية واحترام ما احتبسناه لسنوات ؟ " ثم مالذي جنيناه ثانياً في حق هذه الحروف اليتيمة والتي ستنبعث قبلنا من مقابر المصير المشترك ؟
ياصديقي : بهذا الأسلوب الساخن وبهذه الوتيرة المهدورة وبهذا الإنهيار المريع وبهذا الانجرار المفاجئ وبهذه الطريقة الممجوجة وبهذه العادة الغير مألوفة في إثراء بقايا عالم كنا نظن أنه يجيد القراءة والكتابة والتحليل الصائب والتقييم المنطقي الرصين لكنه تكلم بعبارة غير مفهومة وكتب بلغة النسخ واللصق وانفعل معك بأسلوب لم نألفه منذ تعاهدنا مع الحروف في سقيفة عالمنا الخاص وإطارنا المرئي العام .
حزنت عليك طويلاً ياصديقي وأنا أراك تسكب مداد قلبك وتصب حبر فؤادك وتعتصر إحليل ذاكرتك وكذلك أنا علنا نجد من يجدنا فيرتقي بمفاهيمنا لكن خاب ظننا وتاه وجدنا وعاثت حرارة الانفعال المعلب على حلاوة عطائنا ليحشرنا هذا العالم في فوضى الردود المستنسخة والنمطية المرسخة، وهو ما سيصرفنا بعيداً ............
بعيدأ.............
بعيداً عن منطلق كنا قد رسمنا حركته قبل حين من الدهر، فها هي كاشفات القوافي قد صارحتنا أننا لن نحل هنا طويلاً بل لفترة مؤقته وربما أوشكت على الانقراض فإما أن نستحوذ على رغبة تحول بيننا وبين مستوى السقف العالي والهدف الوحيد والغاية التي تحزر لبقايانا ونحن هنا ولكن بصمت مريب أو ننصاع إلى الأعلى وننقاد بما معنا من متاع سمل وبضائع مزجاة لأن هناك غير هنا هناك على الأقل تختلف الرؤية سوف نجد من يقبل علينا بما يتوافق ومطالبنا ياصديقي ، مطالب أفكارنا مطالب نصوصنا حروفنا كلماتنا أناملنا مدامعنا ، هناك ياصديقي سنجد صدانا بعنف، سنرى دموعنا تسحب اعتباط الكلمات الخاملة لن نعاتب الوقت أبدأ لأنه لاشك قد أرهق نفسه ملياً في تلقي ضربات المعاتبة من نفس هذا العالم الذي نخوض فيه الغمار ونتوسع فيه عرضاً بلا طول .
ياصديقي : يكفي أنني عرفتك بشقاوتك وحلاوتك وقساوتك ونقاوتك، كما قلت لي أني لن أكون غريباً مطلقاً لأنك تعيش في جوارحي وتنوب عني حينما أسأم من رؤية النجوم فكلانا ياصديقي آسف على ما تقاعس في حق الأخر لكن الدهر باق والوعد ليس له انحصار لأننا بالكاد نوشك أن نلحق قطار التأهيل والتهذيب .
أرفض مثلك ياصديقي أن نتحول إلى دمى ليس لها ثمن، أن تشغلنا بيئة هذا العالم التي لاتجيد سوى النسخ واللصق أوعبارات المسخ الذابل عن ارتقاب النجم الساري في مدارج البعيد، أخشى في هذا العالم أن تتجمد حناجرنا، تتبلد افكارنا لكثرة العطاء بدون أدنى فائدة، أخاف أن تتقرح أكبادنا حينما لانجد صدى لانتفاضات الحروف في صفحاتنا المنهكة، عالم يرانا لكنه لايشعر بنا إلا حينما نطرق عليه باب الفضول فيستجيب ببرود مشين وتوعد لعين ، أظنني لن اكتفي لأنني انصدمت قبلك بما حل بنا فلننسحب من هذا العالم لكن ليس بصمت لأننا لسنا غرباء أولصوص أومحاربين ، نحن كما ابتدأنا انتهينا فلنبحث عن قدر يؤينا وجناح يطير بنا إلى سماء الإبداع وفضاء الانبلاج الحراري لهذه الحروف المهدرة هنا، لأنها في أعناقنا أمانة سنسأل عنها ذات يوم