هنيئا للفنان فؤاد عبدالواحد

(12) حلقة خلال (3 ) أشهر.. بالتأكيد كانت صعبة بفعل منافسة شديدة لم تخلُ من الروح الرياضية, أبطالها 15 متسابقاً في برنامج (نجم الخليج)، ونجمها المطلق فؤاد من اليمن..
الأحد من كل الأسبوع كان مسرحاً لأحداث دراماتيكية اختلطت فيها نشوة الفرح بدموع الوداع.. حيث يلملم المغادرون للمسابقة أحزانهم وذكرياتهم وآهاتٍ تعلقت بأحلام واقعية وأخرى هلامية .. بينما المتسابقون الذين منحوا فرصة أخرى يلملمون شتات أنفسهم استعداداً لمصير غامض مرهون بمزاجية التصويت واختلاف أذواق المصوتين التي اطاحت في أكثر من حلقة بمتميزين وأبقت على حظوظ آخرين رغم عديد علامات تعجب حول أدائهم ومستوياتهم, لكنه الحظ وقف معهم وبالرغم من أنه لم يوصلهم حتى المرحلة النهائية إلا أنه رسخ لدينا قناعة بأنه لا يمكن أن يكون الحظ عادلاً دائماً ولا يمكن الاعتماد عليه أو الوثوق به.
في أكثر من مناسبة لم يشفع إبداع متسابقين يمنيين شاركوا وتألقوا في برامج ثقافية شعرية وفنية لهم الفوز بلقب يستحقونه بجدارة ليغادروا تلك البرامج وسط استغراب لجان التحكيم يجرون خلفهم خيبة امل بحجم ابداعهم, كنا -مسئولين ورجالات أعمال وشركات اتصالات وجمهوراً- السبب الرئيسي في وأد إبداعهم!.
وربما هي عادة تأصلت فينا لأننا لم نستوعب بعد المعنى الحقيقي للإبداع ولم نتعلم كيف ننتصر للمبدعين من حولنا، ولكن مع كل ذلك لم يفت الأوان بعد .. الآن وتحديداً غدا بإمكاننا تخطي حاجز السلبية والتخاذل الذي نحشر أنفسنا فيه بإرادتنا .. بإمكاننا التكفير عن خطايانا بحق مبدعين أصبحوا مع الأسف «محبطين»!!.
إن فرصة مثالية تبدو اليوم قريبة منا وماثلة أمامنا .. فهل من المعقول أن نضيعها؟!
منذ ثلاثة أشهر وحارة الضبوعة في مدينة تعز تعيش كرنفالات فرح ابتهاجاً بفؤاد الذي رأوا فيه مستقبلهم الواعد.. ولذلك كانوا يحرصون مساء كل أحد على التجمع حول شاشات عرض اجتهد أصدقاء فؤاد ومحبوه في توفيرها لمتابعة البرنامج وطبعاً يكون التنافس حاضراً بقوة على التصويت والهدف دائماً الرقم (15).. الذي سنتفاءل به في حال فاز فؤاد بلقب نجم الخليج.
أصدقاء فؤاد وفي مقدمتهم كمال شكري يتوثبون منذ الأربعة الأيام الفائتة لتوفير شاشة عرض سيتم نصبها في (سائلة القمط) بهدف استيعاب المجاميع الغفيرة التي سترقب الحدث الأهم .. لكنهم وعدوا بأنهم سيحتفون بفؤاد مهما كانت النتيجة النهائية .. فقد أصبح نجماً ملء السمع والبصر .. نجم قدم نفسه باعتزاز من خلال تراث بلده الغني والأصيل.
ويحسب لفؤاد أنه استطاع أن يحرك الشارع اليمني من أقصاه إلى أقصاه وبمختلف شرائحه لينتصروا لإبداعه ..وهاهو على مشارف عتبة واحدة من لقب هو الأحق به من بين كل زملائه في البرنامج المسابقاتي مع احترامنا لجميعهم لكن ابن (اليمن) أثبت تمكناً استثنائياً وأصبح ظاهرة فنية ستسمو بالفن الخليجي وقبله سيعيد تراثنا الفني إلى الساحة الفنية التي افتقدته منذ زمن طويل.
وفي خضم التفاعل غير المسبوق الذي حظي به (فؤاد) أفتقدنا تماماً تفاعل شركات الاتصالات بمختلف مسمياتها وأنواع خدماتها، تلك الشركات التي تحقق أرباحاً خيالية مقابل خدمات رديئة للغاية تكتفي بإرسال رسائل تذكيرية بإمكانية التصويت للمتسابق اليمني في برنامج الخليج وقبله برامج عديدة وبـ50 ريالاً قيمة الرسالة.
إلى متى ستظل هذه الشركات تلهث وراء أرباح خيالية دون أن تقدم أي خدمات لهذا المجتمع ولو تحت مسمى تبادل نفعي للخدمات بينها وبين المجتمع على غرار الشركات المماثلة لها في بلدان أخرى ومنها شركات (موبايلي) التي منحت السعوديين فرصة مجانية للتصويت للمتسابق السعودي المنافس بقوة لفؤاد؟!.
خيبة أملنا في تلك الشركات، يقابلها شعور لا يوصف برجال أعمال ومسئولين آمنوا بأحقية الانتصار لهذا البلد من خلال دعم موهبة قدمت اليمن وناسها بصورة مشرفة.
في مقدمة أولئك الداعمين رجل الأعمال المعروف شوقي أحمد هائل الذي قدم الأسبوع الماضي مبلغ (600) ألف ريال مقابل رسائل تصويت(S.M.S) .. أيضاً رأفت ياسين رجل أعمال كان بحجم الحدث المهم تكفل مشكوراً بتأمين معظم المصروفات الشخصية لفؤاد وفريق عمله في اليمن منذ بداية البرنامج وحتى عودة فؤاد إلى اليمن، ولم يكتفِ بذلك فقد شد رحاله منذ خمسة أيام إلى بيروت ليساند فؤاد عن قرب قبل وأثناء الحلقة الأخيرة .. كما ووجه بترتيب حفلات استقبال لنجم اليمن على نفقته الخاصة في عديد من المحافظات.
ثمة شعور بالمسئولية والحب للوطن ومبدعيه استقر في كيان الرجلان شوقي ورأفت وترجم إلى عمل حقيقي بصمت.
تفاوت الدعم المقدم من رجال أعمال آخرين .. حتماً سيقابله كل المبدعين في (اليمن) بامتنان بالغ .. وفي حضرة المواقف المهيبة لا ننسى الدعم الخلاق للأستاذ يحيى محمد عبدالله صالح .. كما وأن ذات الامتنان للمحافظ المثقف حمود خالد الصوفي.
ولكل هؤلاء الرائعين: سنحتفي سوياً بفؤاد ونفتخر به وبكم ولا عزاء لكل الذين أداروا وجوههم للإبداع وأصحابه .. ورغم تقاعسهم ستظل ابتسامة الوطن تعطر حياتنا.. تمنحنا الأمل ونمنحها إخلاصاً وولاءً وعملاً.. وسيظل البسطاء ذخيرة الوطن الحية.
هنيئا لك يافؤاد وعقبى للسيد محمد الحريبي انشاء الله