الغلو في الله ؟!!!

الرحمن الرحيم

اللهم ربنا لك الحمد وانت خلقتنا ورزقتنا وهديتنا و اطعمتنا و كفيتنا و وقيتنا لك الحمد على ما به مننت وعلى ما به تفضلت لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً كما يحب ربنا ويرضى

سبحان من لو سجدنا بالعيون له على حمى الشوك والمحمى من الإبر لم نبلغ العشر من معشار نعمته ولا العشير ولا عشراً من العشر
الحمد لله على كل نعمه وعلى كل منه الحمد لله اولاً و آخراً ظاهراً وباطناً حمداً كثيراً ممتدا لا ينقطع ابداً ولا ينتهي مددا حمداً يملىء السماوات و يملىء الأرضيين ويملىء ما بينهما ويملىء ما شاء ربي من شيء بعد , اهل الثناء والمجد أحق ما قاله العبد وكلنا لله عبد و اصلي واسلم على سيد الاولين والآخرين اللهم صلي وسلم وزد وبارك وانعم عليه وعلى آله وصحابته

اما بعد

قد يستغرب البعض من هذا العنوان , فالعادة يكون الغلو ( في اشخاص ) اما غلو في الله فما سمعناه ,

ما هو الغلو ؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الغلو مجاوزة الحد، بأن يزاد في الشيء، في حمده أو ذمه على ما يستحق ونحو ذلك


فهل هناك حقاً غلو في الله سبحانه ؟


يقول تعالى : (واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ) طاعة الله وطاعة رسوله لا شك هو الجسر الوحيد الذي يوصلنا إلى الجنة جعلنا الله واياكم من اهلها

للاسف كثير من الناس يظنون انهم على خير وان عملهم هذا يتقبله الله سبحانه , ولكن ما عرفوا ان عملهم هذا قد يقودهم إلى امور خطيره من اهمها الشرك بالله سبحانه , وهذا سببه في المقام الأول عدم طاعه الله و رسوله , وعدم الطاعه هذه سببها امران

1- فتن الشهوات

2- فتن الشبهات

وهذا كله يندرج تحت إطار الجهل , فلو عرف الإنسان عظمه خالقه و قوته ما تجرأ ليعصيه سبحانه !

ولو علم الإنسان عن ربه من اسماءة و صفاته وفهم دينه فهماً صحيحاً لما رأيته غارقاً في الشبهات ,

فوجب علينا ان نتعلم ونفهم ديننا حتى لا نغرق في هذه الفتن

يقول تعالى : ( انما يخشى الله من عباده العلماء )

فكلما عرف الإنسان وفهم دينه ازداد قلبه خوفاً و طاعه لله سبحانه , وكلما كان الإنسان جاهلاً بدينه كان من السهل واليسير ان يصله الشيطان فيغويه والعياذ بالله

نرجع للغلو , فنقول اكثر المغالين بالله ان لم يكن كلهم جهله , ما فهموا النصوص فهماً صحيحاً , ولا قدروا الله حق قدره , و اولئك ينطبق فيهم قوله تعالى : ( واذ زين لهم الشيطان اعمالهم )

و قوله تعالى : ( فلولا اذ جاءهم باسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون )


فتجد الإنسان يعبد الله بطريقة ما امر بها الله و لا رسوله , وما حصل ذلك الا من تزيين الشيطان لهذا العمل , ليوهم به الإنسان ان هذا العمل يقربه إلى الله سبحانه ,

ولعل من صور هذا الغلو ان يظن الظان ان الله سبحانه وتعالى لأنه الخالق ولأنه الكامل فلا يجوز لنا ان ندعوه بأي من اسماءه , انما نكتفي بأن ننادية بعباره ( هو ) فإن اراد الإنسان ان يعبد الله قال ( هو ) وان اراد ان يذكر الله قال ( هو ) حتى ظن الناس ان هو اسم من اسماءة سبحانه


ونحن نقول لهؤلاء قال تعالى : ( فلما جاءت قيل اهكذا عرشك قالت كانه هو ) والحادثة معروفه وهي ذهاب بلقيس ملكة سبأ إلى نبي الله سليمان وقد جيىء بعرشها قبل مجيئها فسألوها عن عرشها هذا ( وقد غيروا منه قليلاً ) فقالت كأنه ( هو ) فهل نفهم بهذا المفهوم المعوج ان العرش كأنه الله , والعياذ بالله

وقد خالفوا بذلك قوله سبحانه : ( ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى )

والله سبحانه وتعالى يقول : ( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)


اوليس هذا غلو يا اخوان فهم بذلك قد نفوا عن الله اسمائة وصفاته وخالفوا الشرع و خالفوا ما امر الله به !

وهناك فئة من المسلمين ايضاً قالوا ان الله سبحانه وتعالى منزه عن السمع فهو لا يسمع ودليلهم ان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء ! فنفوا جميع الصفات مثل السمع والبصر وغيرها

والله سبحانه و تعالى يقول عن نفسه : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )

فنحن يجب نثبت لله سبحانه وتعالى ما اثبته لنفسه من دون تشبيه ولا تكييف ولا تجسيم ولا تعطيل , فالله سبحانه وتعالى يسمع , ونحن نسمع , ولكن سمعنا هذا سمع محدود منوط بما حولنا فقط , فانا لا استطيع ان اسمع من في امريكا او بريطانيا او غيرها من الدول , بل لا استطيع ان اسمع من في الغرفة المجاورة لغرفتي , وسمعي هذا فان أي اننا لما اموت فإن سمعي هذا ينقطع , اما سمع الله سبحانه فهو كامل , فالله سبحانه وتعالى يسمع من في البحرين , والسعودية , و امريكا , وبريطانيا وغيرهم ويسمعهم جميعاً في آن واحد , بل ويعرف ما تجهر به وما تخفيه , وسمعه هذا باق لا فان سبحانه , فبذلك يكون سمع الله يختلف عن سمع البشر ( لا كما توهم البعض ) وبذلك نكون اثبتنا ما اثبت الله لنفسه وهو اعلم بنفسه سبحانه

و صور الغلو كثيرة للأسف و مضارها كثيرة فهي توهن شوكة الأمه الإسلامية ,

و ايضاً الخروج عن جادة الحق

و قد يوجد هذا الغلو رد فعل سيىء فالغلو قد يحدث بعده تفريط كنوع من الرد عليه مثال ذلك ان الإرجاء نشأ كردة فعل على الخوارج ( وكلاهما من الفرق المنتسبه للإسلام )

ويجب على الإنسان ان يتذكر دائما ان المنهج الصحيح القويم في الإعتقاد انه يجب ان يلقى الدليل ( ان يعلم ) ثم يعتقد ( يعمل )

لقوله تعالى : ( فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم)


فقدم الله العلم على العمل في هذه الآيه وهذا هو منهج اهل الحق , ومنهج حراس العقيدة


والحمد لله أولاً و آخراً