ابتســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ,

قال تعالى : ( اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور )

ارجع واقراء الآيه مرة ثانية عزيزي القارىء , الا ترى كيف وصف الله سبحانه وتعالى هذه الحياة بأدق وصف سبحانه , سبحان الله

موضوعي هذا كتبته في عجاله , بعدما قرأت ولازلت اقرا مواضيع كثيرة فيها شؤم , حدثت هذه الجريمة الفلانية , فلان قتل فلان , اين علاوة الغلاء , أين بيوت الإسكان , لازلت ابحث عن وظيفة , اننا نعيش في فقر و غيرنا عنده من المال

قال تعالى : ( اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور )

الله سبحانه وتعالى يقول لك ( وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ) هل تبكي على متاع الغرور؟

عزيزي القارىء ابتسم ولا تشغل نفسك بالماضي الأليم او المستقبل الغير معلوم , عش يومك هذا ,

هل سمعتم بأبو ابراهيم؟

ابو ابراهيم رجل في الثلاثين من عمرة قد تزوج و امن الله عليه بالزوجة الصالحة و رزقة الله بمولود سماه ابراهيم, كنت كلما جلست معه يحمد الله سبحانه وتعالى انه من عليه بالزوجة الصالحه ويشكر ويثني عليها , ومر على زوجهما سنتان تقريباً و إذا بالأخبار تصلني زوجة ابو ابراهيم توفاها الله سبحانه نسأل الله ان يرحمها ويغفر لها , فألمني ذلك كثيراً , فذهبت لمجلسهم لأقدم له التعزية و اواسيه بالواجب , والله يا اخوان توقعت ان اجد رجلاً مكسوراً يبكي بكاء شديد ولكن........

وجدت اخونا ابو ابراهيم جالس معنا ويتكلم ولا كأن هناك شيء بل يحثنا على التفاؤل في الحياة , و يقول ما حدث فإنه بامر الله , وان لقياهم بالجنة ان شاء الله , وانه يحتسب ذلك عند الله ويصبر , يا اخوان بدل ما نواسي اخونا ابو ابراهيم صار هو يواسينا على مصائب الدنيا !

لم تنتهي قصة ابو ابراهيم بعد , ما مرت الا شهور قلائل ومات ابنه الذي اكمل سنة للتو , ابنه ابراهيم , الذي يذكرة بامه ( زوجة ابو ابراهيم ) , والله لما سمعت الخبر بكت عيناي وقلت ما احزنني عليك ياابو ابراهيم اي قلب الذي يتحمل هذا كله , فذهبت لاعزيه فوجدت بنفس الطريقة يواسي الناس , ومسلم لأمر الله وقضاءة مع ان ابنه قد توفاه الله وزوجته قبل ذلك ,

يا اخوان البكاء من طبع الإنسان ولا بأس من البكاء فهذه طبيعة بشرية , لكن ما نرفضه هو ان يعيش الإنسان في احزانه وفي ماضيه فينسى حاضره و يهدم مستقبله !

يقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر )

هذه الدنيا دار ابتلاء للمؤمن , فيجب على المؤمن ان يصبر ويحتسب ذلك عند الله , فلقائنا في الجنة ان شاء الله

بل من الغريب ان كثير من الناس للأسف يحزنوا على امور ما حدثت بعد ! ابني سيتخرج من الجامعة ولن يلقى عمل ! انا قدمت طلب على بيوت اسكان ولم احصل بعد ماذا عساي ان افعل , وابني هذا اين اسكنه وبماذا اصرف عليه ؟!

انا ادرس ولكن هذا الامتحان القادم سأرسب فيه , ياخي افعل ما عليه فعله من الاخذ بالأسباب وعليك بالإيمان بالله ونصرته


بل ان كثير من الناس يشتكون من مسأله الرزق ,

الله سبحانه وتعالى يخبر نبيه : ( ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا ) الله سبحانه وتعالى لا يترك عبيدة يا اخوان , بل الله ناصر عبيدة , فعلينا بتقوى الله وطلب الرزق من الله سبحانه وتعالى ,

فما عند الله لا ينال بمعصيته انما ينال بطاعته سبحانه ,

ركبت في احدى الدول الخليجية مع تكسي , واعجبت له ولإبتسامته ومزاحة , كان دائما يرسم الإبتسامه على وجهي وان كنت في حالة من الحزن او الغضب , عزمني ذات مرة إلى الغداء في منزلة بعدما تعرفت عليه و توطدت العلاقة فإذا بي اجد نفسي امام بيت صغير والله ثم والله يا اعضاء هنا البحرين لا يسكن فيه انسان , ولا ادري كيف يسكن فيه اخونا التكسي فرق قلبي لحاله وحزنت لحاله ( مثل ما يقولون كسر خاطري ) , فعرف ما يدور في نفسي هذا التكسي وقال لي يا نصير الصحابة انا احمد الله على كل شيء , شفت لما واحد مسافر ويأخذ معه حاجياته واغراضه فيدخل المطار على نقطة التفتيش كم يأخذ من الوقت , فقلت له الكثير , قال بالطبع فسيتم تفتيش حاجياته واغراضه وسؤال و جواب , اما من سيسافر وما معه الا جواز سفرة و قليلاً من المال هل سيأخذ تفتيشه كثير من الوقت ؟ فأجبته لا

فقال انا احمد ربي على نعمه الفقر , فالإنسان يسأل عن اربعه اشياء يوم القيامة كما اخبر النبي : ( لا تزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عنْ أربع ٍ عنْ عُمُرِهِ فيما أفناهُ وعنْ جسدِه فيما أبْلاهُ وعنْ مالهِ مِنْ أيْنَ أخذهُ وفيما أنْفَقَهُ وعنْ عِلمِهِ ماذا عَمِلَ بهِ ) فيقول التكسي وهو يضحك اما انا فلما يسألني الله عن مالي فأقول وانا مرتاح مرتب التكسي وانا ماشي ,

واقول ان النبي قال - ما معناه - : ( فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمس مائة سنة )

وهذا لا يعني ان الفقير افضل من الغني , فهناك اغنياء منزلتهم اعلى من الفقراء في الجنة , ولكن المسأله مسأله ان الفقراء سيدخلون اولاً

يجب على الإنسان ان يقتنع بما قضاه الله من امرة , ويجب على الإنسان ان لا يلتفت لهذه الدنيا بقدر ما يلتفت للآخرة , اخذ بالأسباب الدنيوية , واخلص النية لله , والرزق من الله سبحانه وتعالى ,

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها.....فرجت وكنت أظنها لاتفرج

يا رواد هنا البحرين انتم في اعظم نعمه الا وهي نعمه الإسلام ,

قال تعالى : ( يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين )


يا اخوان هل همنا اكبر من هم رسول الله , ام ان هم رسول الله اكبر ؟! عقلاً هم رسول الله اكبر , فقد ارسله الله ( للعالمين ) شوف كم نفس هذه ! وكم بشر هؤلاء ! هل ذقتم ما ذاقه رسول الله من محاربة الأهل والناس ؟! هل طردوكم من دياركم ؟! هل مات ابنائكم و بناتكم في حياتكم ؟! هل سبكم الناس وسخروا منكم ؟! بل حتى من المتعارف ان النبي في الغزوات وخاصه غزوة الخندق احياناً يترك ساحة القتال ليحل مشكلة وقعت بين نساءة نعم يا اخوان هذه حياة البشر فيها اختلاف وفيها مشاكل لكن لا تكبروا الموضوع ,

ولكن بالرغم من ذلك ما كان من رسول الله الا التبسم في وجوه الناس , يبش لهذا ويداعب هذا الطفل ويضحك مع ذاك , يشارك الناس افراحهم واحزانهم ,


ابتسم واضحك لما تساعد الناس ويجحد الناس حقكم ,

هذه الزوجة سهرت وتعبت وشقت وساعدت زوجها , وإذا بزوجها يخونها , والعكس كذلك ,وياما نسمع هذه القصص , ياخي اعمل العمل ( واحتسب العمل لله سبحانه ) ينقل احد المشايخ هذه القصة وارويها لكم منه بتصرف يقول احد الإخوة الله يذكرة بالخير كان يبر ابيه ويحترمه وكان ابوه قد تزوج على امه , وطلق امه , وكان ابو ذو مال وجاه ومنصب , و صاحبنا هذا في حاله من الفقر يدوب معاش الوظيفة يكفيه ويكفي امه واخوة الصغير , وحالتهم صعبه , اما اخوانه من ام ثانية فيركبون افخم السيارات , ولهم مالهم من المال والجاه , مرت الأيام وسقط هذا الأب ذو المال والجاه بمرض ارقده في المستشفى زمناً طويلاً فما كان يزوره ابناءة ذوي المال والجاه , من كان يزور ذلك الاب؟ نعم انه ابنه الذي انكرة وحقرة وابعده منه ابنه الذي يعيش ازمه ماليه وغرق في الديون , كان يزور اباه كل يوم , وابوه يعلم ويرى ذلك , مرت الأيام وزادت الديون على ابنه وذهب لأبوه ليساعده في سداد الدين فنهره وطرده من منزلة بعدما اسمعه كلمات توجع القلب , مرت الأيام وسقط الأب مرة ثانية فذهب له ابنه هذا بعدما نساه ابناءة جميعاً ,بالرغم من ان ابوه رفض ان يساعده وهو غرق في الديون وبالرغم من تلك الكلمات وهذا التحقير الا انه يبر اباه ويحبه ويقبل رأسه , فأمسك به الشيخ ( راوي القصة ) و يقول له اعلم ان الله يحبك , لان عملك هذا عظيم فعملك هذا خالصاً لوجهه الكريم , لأنك تبر اباك لا لاجل مصلحه ولكن لانه اباك فأسال الله ان يوفقك وما اعظمه من عمل !

لما تستيقظ فأنت تواجه اختياران

1- ان تعيش يومك بحزن وغضب وهم وغم

2- ان تعيش سعيداً في يومك هذا


وان واجهتك مصيبة فأنت امام خيارين

1- ان تكون ردة فعلك فيها انفعال وغضب , او حزن وهم

2- ان تتعلم من الدرس ان كان , وتصبر عليه فإن مع كل ( محنه ) ( منحه ) والفرج قريب من الله سبحانه وتعالى

ابتسم لان الله معك إن كنت تطيع الله و رسوله ,وتعبد الله ورسوله , واعلم ان ما حدث لك ماهو الا ابتلاء وكفارة لذنوبك وان صبرت على ذلك ففيه الأجر العظيم

اوصيكم ونفسي بذلك ...

عيشوا حياتكم و دعوا علم الغيب لعالم الغيب , اما الماضي فلا بيدك ولا يدي ان نغيره فلا تلتفت له ولا تأسف لما حدث ولكن تدارك ما فات

الوليد بن الوليد رضي الله عنه اسلم قبل اخاه خالد بن الوليد , ولكن ايهما معروف عند الناس ؟ انه خالد بن الوليد لماذا ؟ لان خالد بن الوليد حاول ان يتدارك ما فاته من قوت قبل اسلامة , و عوضه الله بذلك رضي الله عن جميع اهل البيت والصحابة الكرام

ابحثوا عن السعادة بالدين لا بالأسباب المادية الدنيوية , ولا بما يغضب الرب , ومن ترك شيئاً لله عوضه بما هو خير له




الإيمان بالله يخفف المصائب كلها , بل العقل البشري بطيبعته يكبر الموضوع اكبر مماهو عليه

عاش شيخ الإسلام ابن تيمية معظم حياته يتنقل بين السجون , فماذا كان يقول رحمة الله ؟

قال ابن القيم -رحمه الله-: «سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -
يقول:

إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة.

وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري؛ إن رحت فهي معي لا تفارقني, إنَّ حبسي خلوة, وقتلي شهادة, وإخراجي من بلدي سياحة!


وقال مرة المحبوس من حبس قلبه عن ربه !



ياما ناس كانت فوق ونزلت تحت , وياما ناس تحت وصاروا فوق , كل شي بيد الله سبحانه , لكن لازم نقتنع بالي عندنا ولا نقطع حبل الأمل والرجاء من الله سبحانه الرازق , ولا نطرق ابواب البشر وهم لا يملكون شيئاً انما نطرق باب الله الرزاق سبحانه



شمعة من الفرح والتفائل