ـ فؤاد سنبدأ برحلة النجومية.. كيف بدأت ومن أين؟
أنا تابعت برنامج (نجم الخليج) العام الماضي وكان نفسي أشارك فيه، وظروفي لم تسمح لي أن ألحق.. وهذه السنة كنت أستعد للمشاركة في برنامج آخر (ستار أكاديمي) وعندما عدت من مصر كان الوقت في آخر مرحلة لقبول المشاركين في (نجم الخليج).. وأبلغني أحد الزملاء بأن آخر محطة للبرنامج في سوريا، فطلبت منه أن يحجز لي للسفر مباشرة إلى سوريا، وبدون أن أعرف الإعلان أو التفاصيل حول آلية القبول.. وبصراحة ما كانش عندي أمل كبير بأني سوف أُقبل في هذه المسابقة على مستوى الخليج وأنا (لـسَّـه صغير) ، وهناك تم قبولي ضمن المتقدمين وهذه كانت أولى المفاجآت السعيدة.
ـ ما هي المفاجأة التالية إذاً؟
عندما تلقيت الاتصال في رمضان لإبلاغي بأني قد قُبلت ضمن الـ25 الذين سيتم تسفيرهم إلى لبنان..
ـ أين كانت المفاجأة؟ وما هي تفاصيل الاتصال؟
تلقيت أول اتصال من شخص لبناني، من ناحيتي أخذت الموضوع وكأنه مزحة من واحد في الخارج، أما هو فبعد أن تأكد أنني فؤاد.. سألني :(إنتر فيو)؟ قلت له: (إنتر في و على طول) يعني حوار مباشر.. ظننته شخصا يمزح، وهو يسألني وأنا أجيب وفي نفسي أني آخذه على قد عقله.. في اليوم الثاني اتصل شخص آخر لبناني ودخلت معه في حوار بنفس طريقتي مع المتصل في اليوم الأول.. ولا يزال عندي شك أنه شخص يمزح معي ويريد أن يلعب بأعصابي.
في اليوم الثالث جاني اتصال ثالث من واحدة اسمها (سهى) حول نفس الموضوع.. قلت لها: ( ذلحين من جد تتكلموا إننا مقبول وإلا تمزحوا..؟ شوفي أنا آخذ الموضوع على أنه مزحة من المتصلين..) قالت لي: (لا لا.. عن جد أنت حتسافر.. وجيب لك ثياب تكفيك لمدة ثلاثة أشهر..) حينها بدأ الموضوع عندي جد.. لكني أيضا لم أكن أتوقع تأهلي لمرحلة تالية بين الـ25 مشارك .. لأنه كانت توجد أصوات كثيرة وهي جميلة،.. يبتسم و يقول: لم أسمع الكلام كالعادة وأخذت معي ثياب قليلة.. وأقول لنفسي: (كلها أيام وتعود يا فؤاد) لكن المفاجآت توالت.
مخاوف آخر اسم.. وآخر رقم
ـ صف لنا تفاصيل تأهلك من الـ25 إلى الـ15.. ولحظة قبولك خاصة وأنت غير متوقع لهذا التأهل؟
كان موقفاً صعباً وكبيراً.. كنا 25 متقدماً وفي ثلاثة صفوف.. المهم.. في يوم المقابلة عندما وصل الدور على اسمي حسيت بدوخه.. وكنت أشوف أن قبولي ضمن الـ15 صعب.. والحمد لله تجاوزت هذه المرحلة وكانت أفضل لحظة في حياتي حينما علمت أنه تم قبولي ضمن الـ15.. لكني رجعت أفكر بصعوبة المنافسة.. وأمامي تصور أني سأخرج من الجولات الأولى .. خاصة وأنهم أعطوني الرقم (15).. قلت لنفسي: (يا فؤاد.. مادامك آخر واحد في القائمة يمكن تخرج اليوم الثاني..) ويضحك..
ما علينا من الشكوك
ـ بماذا قدمت نفسك للجنة؟ وما الذي تعتقد أنه خدمك وأقنع اللجنة بك؟
في البداية أنا لم أكن أعرف البروجرام (البرنامج) حق اللجنة.. كيف النظام؟ ماهي الآلية..؟ لكن من حسن حظي أني كنت قبل الأخير واستمعت وتابعت ما يحدث.. وحاولت أن استفيد من أخطاء وهفوات من سبقني.. وبالفعل كان من سبقني قد غنوا على ريتم واحد.. وعندما جاء دوري حاولت أن أشد اللجنة بموال مُرتجل.. ثم غنيت أغنية (ما علينا) للفنان أبوبكر سالم.
ـ بدون شك سيكون حبك للأغنية وإجادتها وتقديرك لقوتها أسباب مهمة لاختيارها، ألم يكن هناك معنى آخر لهذا الاختيار؟
يبتسم.. ويرد سريعا.. هي المفروض تكون (ماعلينا يا فؤاد من الشكوك.. أنت داخل مسابقة).. والحمد لله كانت أغنية (ما علينا يا حبيبي) أغنية المنى والسعد.. غنيتها وضبطت معايا وقبلونا بها.
علاقة خاصة
ـ يعني بدأت مع أبوبكر سالم بـ(ماعلينا) وختمت معه بـ(نار بعدك)، هل نقرأ من هذا علاقة بأغاني الفنان الكبير أبوبكر وألوانه؟
العلاقة بين أغاني أبوبكر وبين فؤاد وطيدة جدا.. وأنا أسمي أغاني أبوبكر باللهجة اليمنية ،(اللهجة البيضاء أو اللغة البيضاء).. التراث الصنعاني والدان الحضرمي أسهل شيء ممكن توصله للخليجيين وللمستمع عموما، وكان أسهل لي أن أقدم نفسي بالدان وبأغاني أبوبكر.. وأقدم روح وتراث اليمن كرسالة وأمانة أوصلها.. وأبوبكر نفسي ألتقي فيه.. وحلمي أن أشوف أبوبكر، وحينما غنيت له قلت عسى ولعل أنه ينشد للبرنامج، لأن برنامج (نجم الخليج) هو من أقوى البرامج العربية على الاطلاق، فقلت: لعل وعسى يتابع البرنامج ويشوف أن فؤاد يحبه، ولو لقيت كلمة حب من أبوبكر مين حيكون قدي؟ (قالها بزهو وابتسامة).
الله على الرويشد
ـ لفت انتباه الجمهور تعليقات اللجنة عموما، والفنان عبدالله الرويشد على وجه الخصوص؟
عبدالله الرويشد أغرقنا بعذب وصوفه، (يـأخذ نفسا طويلا ويستأنف الحديث) الله عليه.. عبدالله الرويشد كان يعطينا أوصاف تشعرنا بالزهو، كان نفسي أرد عليه، كان نفسي أقول له: على فكرة يا أستاذ عبدالله أنت يمني.. لكن هو كويتي ويعتز بالكويت، وأنا فخور أني التقيت به، أنا ماكنت أحلم أني أقابل فايز السعيد.. أنغام.. وأغني لهم مباشرة (تصعد تنهيدة تجمع بين الارتياح والأسى قبل أن يعود فؤاد ليقول) عبدالله الرويشد الوحيد اللي انا ماقدرت أرد عليه.. لكن إن شاء الله سأحاول أن يجي اليمن وأكرمه، وهذا ما أسعى إليه جاهدا أن عبدالله الرويشد يتكرم في اليمن وأنا أكرمه.
ـ طوال مراحل البرنامج لا شك علقت بذهنك أشياء لا تنسى، ممكن نعرف بعضها أو أهمها؟
أولاً: عرفت عن نفسي أشياء ما كنت أعرفها، دخلت حالة حب غمرتنا نحن مجموعة المتسابقين.. وليس غرورا أو تباهيا إذا قلت أنه لا يوجد برنامج مسابقاتي في العالم كله يصل فيه المتسابقون إلى حالة الحب التي وصلناها نحن المجموعة المشاركة كلها في هذا العام.. نحن وصلنا لدرجة نسيان المنافسة، وبقينا على قلب واحد، كان من أصعب مواقفي عندما يصل أحدنا موقف الخطر وأنا لا أستطيع أن أقدم خدمة له، وهو كذلك لا يستطيع أن يقدم شيئا لنفسه، فعلا.. عندما أكون عاجزا، وأنت عاجز، وهذا عاجز.. لم يكن أمامنا غير الدموع.. ولكن كنا نتحفظ عن بعضنا حتى لا نحسس أي واحد أن خروجه من البرنامج نهاية الدنيا، طبعا هذه الذكريات وهذه الأيام لا يمكن نسيانها مطلقا.
أحلى بداية
ـ وبالنسبة لما أضافته لك هذه التجربة كفنان؟
أضافت لي الكثير من المهارات والمعارف الفنية والإنسانية.. طبعا الأساتذة الأكاديميون الذين كانوا يدربوننا على كل شيء.. حسين - أستاذ ومدرب الغناء - طور من أدائي جدا .. الأستاذة أماني اللي أنا أعتبرها أمي، أنا كنت حين لا أسمع صوت أمي عبر الهاتف أتمنى تجي حصة الأستاذة أماني علشان أقول لها: (وحشتيني).. كوتش جوني.. مدرب الحياة الذي يتعامل معنا نفسيا.. أنا فعلا كنت مضغوط نفسيا و خاصة بالمرحلة الأخيرة إلى درجة كبيرة، كنت أحس أن اليمن كلها تنتظر فؤاد أيش يقدم، يعني لو غلطت غلطة أو اللجنة انتقدت.. فكان الأستاذ جوني يتدخل ويفيدنا كثيرا، ولا أنسى إسلام مدرب الرياضة.. طبعا الرياضة كانت مفيدة جدا لي أنا.. استفدنا من حيث العناية بالكاريزما.. الشكل.. الصوت.. الطلة.. على كل حال أنا استفدت كثيرا وأحس أني تطورت كثيرا خلال هذه التجربة، لكن ليس التطور الذي سأتوقف عنده.. بل كانت هذه هي البداية، ونجم الخليج أحلى بداية، وأحلم أني أعود لدراسة الـ(فوكاليز) وأتابع الدراسة الموسيقية أكثر بعد هذه البداية الجملية.
ـ هل كانت لديك اصورة عن الجمهور اليمني الذي يتابعك؟
بصراحة أنا كنت ولا أزال وسأظل فخوراً ومعتزاً بالجمهور اليمني في الداخل والخارج، وكنت أحيانا أدخل مع زملائي في نقاشات ومن باب المزح أقول لهم: اليمني لما يقول كلمة يفعلها، وهذا شعب فيه 22 مليون، يعني بايخلينا أكون نجم الخليج ونجم العالم مالكم.. (يضحك وهو يتذكر تلك الذكريات) ويستأنف بقوله: لكن هناك مسألة أخرى مهمة لاحظتها أن هناك جمهور صوّت لي كثير من دول الخليج وبعض الدول العربية، وأحسست أن هناك من يحب فؤاد ويستحق أن يحييه فؤاد من غير اليمنيين، وأحس أن هذا جميل أنا مش قادر أرده، وكلما كنت أسمع اسمي أني بعيد عن منطقة الخطر أحمد الله على هذا الحب.. فعلا الشعب اليمني هذا شعب يستاهل أن أخرج إلى الأسواق وأقبل رأس كل واحد.
اختلفنا..
ـ أنت تستاهل أن نقبل رأسك لأنك نبيل وقدمت عطاء مشرفا ويرفع الرأس؟
يقاطعني بالقول: لا والله العظيم.. اللي قدمته للشعب اليمني لا يساوي شيئا أمام ما قدمه لي ورفع رأسي.. والتراث اليمني أيضا قدم لي الكثير ولم أقدم له شيئا يذكر.. وطوال الفترة كانت تسيطر عليّ حاجتين: ماذا أعطيت اليمن والجمهور، وشوقي الكبير لليمن.. أنا وصلت في تلك المرحلة لدرجة أننا أشتاق للتراب اليمني، وأقول: (لو في أحد بايجي من اليمن يجيب لي تراب، أحطه تحت رأسي وأنام عليه).
حالة حنين
ـ يعني وصلت لحالة من الحنين إلى الوطن؟
حالة غير عادية أتمنى أكتب فوق جبيني اسم اليمن وادخل أغني.. لكن ذلك ممنوع.
ـ هل كانت المرة الأولى التي تغادر فيها اليمن؟
لا.. بل سافرت إلى مصر للمشاركة في برنامج آخر.. وسبحان الله أنا اعتبر عدم توفيقي في برنامج (ستار أكاديمي) توفيقاً من الله.
ـ ألم تكن تخفف عنك الاتصالات التي تستقبلها؟
كانت الاتصالات ممنوعة علينا طوال الفترة.. لا اتصالات ولا انترنت ولا متابعة إعلامية.. كل البرنامج تصوير وتدريب وبروفات.. فقط كانت تـُعطى لنا فترة دقيقتين نتصل لأهلنا.. طبعا في بداية الأمر كانت الاتصالات لا تطلع على الهواء أو لا تسجل، كنت أتواصل مع أمي وأبي وإخواني.
عامل دوشة
ـ ماذا كانوا يقولون لك غير السلام والسؤال عن أحوالك؟
كانوا يقولون لي: يافؤاد أنت عامل دوشة هنا في اليمن، أسأل إيش من دوشة؟ يقولون: الناس هنا كلهم يتابعوك.. يشجعوك.. يحبوك.. وبصراحة ما تصورت كل هذا الحب، طبعا في الفترة الأخيرة كانت تطلع الاتصالات على الهواء وكنت أحرص على أن أجري مكالمات مع الأستاذ فؤاد الشرجبي، وبصراحة كانت اتصالاته تعطيني دفعة معنوية.. كان يشجعني حتى لو في أخطاء غنائية، كان يقول لي: أنت غنيت تمام وينبهني ويشجعني بشكل أكبر.
مشجع ومفيد
ـ لماذا كانت اتصالاتك محصورة على فؤاد الشرجبي؟
نفس السؤال اللي كانوا يسألوني هناك، والإجابة واحدة إنه أكثر واحد يشجعني وأستفيد منه.. مع أنه كان نفسي اتصل بناس خيرهم عليّ كثير.. لكن الموسيقي فؤاد الشرجبي له مكانة خاصة.. واتصالاتي به أحس أنها تفيديني وتشجعني.
بساطة بلا حدود
ـ لاحظنا أن حملة الحشد لمناصرتك انطلقت بقوة من بيت الموسيقى، ما علاقتك بهذا البيت وأهله؟
الأستاذ فؤاد الشرجبي موسيقي رائع وأستاذ ناجح وأنا أفتخر به وبعلاقتي به.. فهو موسيقي شهير وهو من أبناء تعز الأوفياء.. وهو من أكبر الداعمين لي ولكل المبدعين، وتحسنت علاقتي به بعد حصولي على جائزة رئيس الجمهورية للغناء عام 2007م ودعمني في مشروع (نغني إلى بكين) وتواصل معي والتقينا بالفنان عبدالرب ادريس من اجل أغاني (خليجي 20) ولكن للأسف ما استطعت اغني من هنا.. وبصراحة بيت الموسيقى بيت للموهوبين والمبدعين.. وأنا أكن له كل التقدير.
ـ مع من تتعامل من الشعراء والملحنين؟
أنا (لِـسـَّـاع) في البداية.. وما أتعامل مع شعراء محددين، وبالنسبة للألحان أنا الحمدلله ألحن، لكن أتعامل مع ألحان جاهزة، وأتمنى وأحرص دائما أن أغني للناس الشيء البسيط الذي يمكن لأي أحد أن يسمعه أن يغنيه، حتى الأغاني الوطنية اللي سأغنيها في مشروعي الجديد لن يكون الكلام الثقيل المعقد، بل الأغنية البسيطة التي تحمل رسالة صادقة وسهلة.
ـ فؤاد.. في تقديرك ما أسهل طريق إلى الجمهور؟
أعتقد أن البساطة هي الطريق الأقرب إلى القلوب.
ـ وصوتك؟
لا أستطيع أن أحكم على صوتي.. وأقول لك بصدق: أنا عندما أسمع صوتي لا أطيقه.
ـ لكن الفنانة أنغام كانت مبهورة بك ونصحتك أن تحافظ على صوتك؟
بصراحة أنغام كانت رائعة.. وحساسة وكنت أتمنى ان أطلق عليها لقبا يحفظه الناس.. (يبتسم ويضيف): كما يفعل الفنان محمد عبده إذا أطلق على أحد لقبا ينتشر بسرعة البرق.. وأتمنى أن ينتشر اللقب الذي أطلقته عليها (سيدة الأحاسيس).
ـ أسألك عن وقع حضور الوفد الذي جاء من اليمن في نهائي نجم الخليج؟
بصراحة أنا كنت أتوقع أن يأتي الأستاذ فؤاد الشرجبي وإخواني (سمير وحبيب) وأحد زملائي.. وبجد أنا تفاجأت بوفد يزيد عن ثلاثين شخصاً في المسرح ، يضاف لهم الجمهور المتواجد في لبنان في السفارة والجالية وغيرهم.. حسيت أن المسرح كله يمني (يتوقف ثم يرفع بصره إلى وجهي قائلا بتساؤل) تخيل أنا ماكنتش متخيل ولا مهيأ أني أقابل شخصية مثل يحيى محمد عبدالله صالح.. ولا أتخيل أن يكون أمامي يشجعني في المسرح وجاء من أجلي الفنان الكبير أيوب طارش.. كل هؤلاء جاءوا شخصيا ليشجعوني..؟ - يتساءل – ثم يضيف: كانت أسعد لحظاتي على المسرح، أعطوني اهتماما لم أكن أتوقعه.. وهذا جميل لن أنساه ولا أدري كيف أرده.
حُـب وضـرب ومشروع عريس
ـ وبالنسبة لاستقبال الناس لك في صنعاء وعدن؟
كان الإخوان يهيئوني ونحن في الطائرة، ويقولوا لي الناس بايجتمعوا لاستقبالك أنت نجم وفنان كبير، أقول لهم أيش هذا الكلام؟ أنا فؤاد.. البسيط.. خلوا المسألة عادية.. وتصدق؟ لأول مرة أدخل كبينة الطيار قبل الهبوط.. وأنا مشتاق أشوف اليمن.
ـ وحين نزلت من الطائرة؟
أول حاجة سجدت على التراب اليمني.. وطرحت العلم محل سجودي.. وبصراحة أول ما دخلت عند المستقبلين أخذوني وتناولوا بي.. فعلا ما كانوش يبوسوني.. كانوا يضربوني.. بيدي برأسي بشعري، أقول لنفسي: يافؤاد أنت فنان ولا عندك مشكلة؟ فعلا.. مصدوم، ثم أخرج إلى خارج الصالة يقولوا مؤتمر صحفي.. وبصراحة مش مصدق نفسي انه صارت لي هذه الأهمية.. وأنا أخرج من المطار بهذه الزفة والسيارات، قلت لهم: ياجماعة استغلوا الوقت وهذه الزفة وجيبوا لي عروسة وخلونا أتزوج اليوم على هذه الزفة والزحمة.. (وهنا يرتفع مستوى وصوت الضحك منا جميعا لدرجة جعلت الأستاذ فؤاد الشرجبي ومعاذ الشهابي الجالسين على كنبة بعيدة في بهو فندق جولد مور يلاحظان الضحك المرتفع.. فينهض الشرجبي من مكانه ويأتي إلينا قائلا: (ضحِّـكونا معاكم..).
بــطــل
ـ نعود إلى زخم فرحة الجمهور بنجومية فؤاد واستقباله في عدن؟
ومن استقبلنا في عدن؟ (يسأل .. ثم يجيب): جمع كبير من الشباب والفنانين والفنانات.. على رأسهم وكيل وزارة الشباب معمر الإيراني وعبدالكريم شائف أمين عام المجلس المحلي بعدن، والإعلاميون.. وبعدين؟ ( يتوقف وينظر إلى الأعلى وكأنه لا يزال يعيش لحظة الذهول) – ويسأنف بزهو- استقبلنا الرئيس..! (يتوقف مجددا ويلف بصره يمينا وشمالا ويغمض عينيه ببطء).. ثم يقول بصوت مرتفع: ياجماعة أنا متعود أغني للناس العاديين.. وألتقي بالناس العاديين الذين أنا منهم وهم مني.. فجأة يقولوا لي: رايحين نقابل الرئيس.. ما كانش عندي إلا أتعامل مع الموضوع على أنه مزحة...
ـ سبقتني بالوصول إلى هذه المحطة، أريدها مفصلة لو سمحت؟
أقل لك ما كنتش أخذ الأمر جد.. لأني لو أخذته جد با أتعب.. حتى بعد ما طلعت سيارة الرئاسة، وصلت عند الرئيس.. شفته.. سلمت عليه.. يمكن ما تصدقناش لو قلت لك أننا ما أتذكر أيش قلت له.. أذكر أننا كنت أشوفه بس، وأذكر أنه قال لي: أنت بطل.. (ثم يتساءل) أنا بطل؟ معقول أنا وصلت إلى هذا المستوى من الحب أن الشعب والرئيس كلهم يحيوني؟ بصراحة أنا أحمد الله على هذا الحب.
أب حنون
ـ عفوا أخي فؤاد، أريد تفاصيل الحوار بينك وبين الرئيس؟
لم يدر حوار بالمعنى اللي ممكن تتصوره.. لكن أنا شكرته، وقلت له أتمنى أن يكون هناك قسم فني أو قسم خاص بالفن، من شان أقسم لك أني - إن شاء الله - تكون رسالتي فنية يمنية.. وأن أكون سفيرا للأغنية اليمنية واليمن في الداخل والخارج وأي مكان أكون فيه يكون معي اسم اليمن.. رد عليّ الرئيس: لا يا فؤاد.. أنت يمني، وهذا الكلام يقوله واحد أجنبي، أما أنت يمني ولا تحتاج للقسم ولا للقول - يرفع وجهه ويده اليمنى وكأنه تذكر شيئا.. ظننته سينتقل إلى شيء آخر ليتحدث عنه.. لكنه وبنبرة جادة مرتفعة وواثقة يستطرد: دائما يقال عن الرئيس أنه الأب الحنون.. أوكيه.. يُـقال .. أنا حسيت هذا الشيء.. يمكن بعض اللي يقولوا هذا الكلام شافوا له مواقف.. لكن أنا حسيت هذا الإحساس..
ـ كيف؟
أنا قابلته.. وسلمت عليه وجلست بجانبه، وحس باللي عندي.. حس بحالتي إني مرتبك نفسيا.. تعامل معي تعامل أب.. وخلى الأمور طبيعية جدا، وقال لي: يافؤاد لا تقلق.. وفعلا أعطاني فرصة ثانية للقائه للعلم.. وقال لي مادام أنت قلق وغير مهيأ ويمكن مرهق.. سأعطيك فرصة ثانية تكون قد ارتحت وتهيأت نفسيا وتقابلني.. فبعدما خرجت جلست أقول لنفسي: ليش يا فؤاد ماتكلموش طبيعي..؟ المهم إن شاء الله المرة الجاية أقابله وأكلمه طبيعي.
ـ يعني محضر نفسك، وما ستقول؟
أنا مُحضر نفسيا الآن.. خاصة واني قد التقيته مرة وشجعني كثيرا وحسسني بالحب والحنان.. وكذلك التقيت بمسئولين ووزراء وشخصيات ما كنتش أشوفها إلا بالتلفزيون.. بعد لقائي بالرئيس كل الذين كنت أشوفهم بالتلفزيون لقيتهم مباشرة جنبي.. وإن شاء الله نلتقي بهم وبالجمهور الحبيب أكثر خلال الأيام القادمة.
برنامج حافل
ما دمت قد تحدثت عن الأيام القادمة، ممكن نعرف ملامح برنامجك؟
سأقيم إن شاء الله حفلات في عموم محافظات الجمهورية، وسأحرص على ان أعد لكل محافظة أغنية تخصها ضمن حفلاتي.. وهذا أفضل شيء أقدمه للجمهور.. وحاليا أستعد بأغنية لمحافظة عدن وأخرى لمحافظة تعز حيث ستكون تعز وعدن أولى محطات حفلاتي..
ـ هذا على المستوى الداخلي فهل هنالك شيء آخر؟
وعدنا الأستاذ فايز السعيد أنا و زميلي إسماعيل أن يعطينا أعمالاً جديدة و إن شاء الله يصير خير.
رصيدي حفلات
ـ دعنا نعود لرصيد فؤاد الفني وأعماله السابقة..؟
رصيد زاخر بالحفلات - يقولها ويبتسم - كنت أقيم حفلات، ويأتي أشخاص يسجلونها ويصورونها وينسخونها على سيديهات وأشرطة أو يحملونها على الانترنت..
ـ وبالنسبة للقنوات أو الألبومات؟
سجلت للسعيدة وغنيت في مسابقة (نغني إلى بكين) وحصلت على المركز الأول ولم أسجل ألبومات.
بداية بالسر
ـ دعني أسألك عن بيئتك الفنية الأولية؟
زملائي الهاوين والفنانين الذين سمعت لهم والتقيت بهم.
ـ وأسرتك؟
أسرتي محافظة وملتزمة وقبلية.. في البداية عذبونا وحاربونا، و كنت أغني وهم مش عارفين.. بالمناسبة اشتغلت في الخياطة وأهلي يعرفون هذا الكلام وكنت أشتغل خياط في محل جنب بيتنا.. وعندما أروح عند أصحابي في الفرقة أكذب على أهلي وأقول لهـــــــم: (رايح الشغل).. وفي فترة كذبت عليهم أني لقيت شغل في الخياطة في حوض الأشراف (مكان بعيد عن بيتنا) واقتنعوا بهذا الكلام، والصحيح أني كنت أروح عند أصحابي (الفرقة)..
مفاجأة ودموع
ـ وكيف عرفوا فيما بعد واقتنعوا؟
في مرة من المرات فاجأتهم بدعوة إلى حفلة.. ترجيت والدتي ووالدي وزوجته الأخرى .. أن يأتوا الحفلة.. وبصعوبة اقتنعوا وجاءوا.. وكانت المفاجأة لهم أن يفتتح ستار المسرح عليّ وأنا أطلع أغني (يارب من له حبيب).. عندما نزلت من المسرح وجدت أبي يبكي وأنا ما أعرف هل يبكي من الفرجة أو من الزعل.. قلت له بخوف وحزن: أرجوك يا أبي ارحمني.. هل هذا بكاء زعل أو بكاء فرح؟
فقال لي: لا.. ولا شيء.. الله يوفقك ويحيمك.. أما الوالدة فلم تتكلم معي إلاَّ في البيت.. وقلت لها: أنت تحبيني كثير.. ليش خايفة؟ ليش زعلانة؟ قالت: أني خايفة عليك لا تضيع.. أخاف عليك من كلام الناس.. قلت لها اطمئني أنا تربيتك وتربية أبي وأسرتي.. إن شاء الله ما يصير لي شيء.
ضرب في غرفة الموسيقى
ـ وإخوانك؟
ضربوني ضرب الله لا يوريك.. (يضحك ثم يستأنف): حتى مرة شاركت مع فرقة فنية في إحدى المدارس ولما عرفوا جاء أخي إلى غرفة الموسيقى.. وانضربت فيها ضرب.. لكن رغم كل هذا ما فكرت للحظة أنهم يكرهوني.. وإنما كان خوفاً عليّ من الضياع وإهمال الدراسة.. لكن بعد أن اطمأنوا عليّ وأصبحت الفرقة الفنية التي أعمل بها معروفة ولها سمعتها الطيبة رغم بساطة إمكانياتها.. حينها تركوني وبدأوا يشجعوني، وحينما حصلت على جائزة رئيس الجمهورية عام 2007م شجعني والدي كثيرا وقال لي: (أيوه يا فؤاد هكذا أشتيك تظهر في هذه الأماكن).
أبي طلع شاعر
ـ والآن؟
الآن؟؟ أيش أقول لك؟ مجانين عليّ.. كلهم فخورون بي كثيرا.. يا الله كم أنا مشتاق لهم! تصدِّق؟ (أنا أتكلم معكم وأنا لم أرى أبي ولا أمي ولا أسرتي).. لكني أعرف أنهم جميعا يحبوني موت ويفتخروا بي.. حتى أن أبي اتصل بي وكتب لي شعر.. وطلب مني ألحنه وأغنيه.. يعني أبي طلع شاعر (قالها ضاحكا وسعيدا).. حتى أصحابي اتصلوا بي وقالوا لي أن والدي يهتم فيهم اهتمام غير عادي.. وأنه قد أعطاهم الشعر وبدأوا يعملوا تصورات ومنتظرين ألحنها ونغنيها.
ـ وهل ستغنيها؟
وليش لا؟
أنااااااااااااااا فـــدا لـــك
ـ فؤاد ماهي حكاية (أنا أفدا لك) التي علق عليها الفنان عبدالله الرويشد؟
هي كلمة بسيطة ومتداولة وأنا أعتبرها من الأسرار الجميلة، طبعا عندما أقول للجمهور (أنا أفدالكم).. تكملتها: اسمعوا لي وبعدين احكموا.. وهكذا فعلت مع الفنان عبدالله الرويشد قبل أن يسمعني قلت له: ( أنا أفــدالك).. فقال لي: هذه من تعز؟ طبعا يعرف الكثير عن اليمن وتعز ومعظم المحافظات.. قلت له: نعم من تعز.. من العدين.. وتفاجأت بعدها أنه يقولها لي على الهواء.. وصارت عادة وتحية نتبادلها.
ـ فؤاد طولنا عليك ونسألك عمّا يمكن أن تقوله في ختام هذا الحوار؟
أولاً: أحمد الله على التوفيق والنعمة، وعلى هذا الحب الذي لقيته من الجماهير، وأتمنى - بعد رضا الله سبحانه وتعالى - أن يكون الجمهور راضياً على ما قدمته من فن بالطريقة التي قدمتها، وأشكر الذين دعمونا وساندونا ووصلونا إلى مرحلة ما كنت أتخيلها.. سواء كانوا من داخل اليمن أو خارجه.. وأشكر شعب الإمارات وجمهور الخليج كما أشكر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح على اهتمامه بي وكل من ساندني في الدولة والقطاع الخاص، وأشكر قناة دبي التي قدمت لي الكثير والذي ما كنت أتخيله وأحلم به، والتعب اللي تعبوه معي، وكذلك أشكر الأكاديميين الذين دربونا واللجنة جميعهم مشكورين.. مشكورين.. وأتمنى أن أجد فرصة لرد شيء من الجميل لكل هؤلاء، وبالمناسبة أحيي زملائي إسماعيل وجميلة وكل إخواني الذين قضيت معهم أجمل أيام حياتي وخضت معهم تجربة جميلة.
ـ فؤاد.. الحديث معك شيق لكننا ثقلنا عليك ..أنا فـدا لقلبك.
أنا فـدالكم.. ســامحونا.. أخرتكم.. وتعبتكم.