صنعاء (رويترز) - ألقى اليمن القبض على 19 ناشطا مناهضا للحكومة يوم الاحد بينهم إمرأة بارزة قادت احتجاجات للطلبة ضد الرئيس الاسبوع الماضي وجاء اعتقال النشطاء في إطار حملة أمنيةأدت الى إشعال موجة جديدة من الاحتجاجات في العاصمة.
واندلعت مظاهرات في أنحاء اليمن الأسبوع الماضي عندما استلهم مواطنون غير راضين عن حكم الرئيس علي عبد الله صالح تجربة الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
وقال زوج توكل كرمان وهي صحفية وعضو في حزب الاصلاح الاسلامي نظمت الاحتجاجات من خلال الرسائل النصية ورسائل البريد الالكتروني ان الشرطة اعتقلت زوجته وهي في طريقها الى المنزل في وقت مبكر صباح يوم الأحد واتهمتها بتنظيم مظاهرات دون تصريح.
وفي وقت لاحق يوم الأحد اعتقلت الشرطة في صنعاء 18 ناشطا آخرين بينهم رئيسا اثنتين من اكبر منظمات حقوق الانسان في اليمن اثناء مغادرتهما اجتماعا لمناقشة مسألة اعتقال كرمان.
وأثار اعتقال النشطاء احتجاجا تلقائيا شارك فيه عدة مئات في جامعة صنعاء يوم الاحد. وحاول المتظاهرون الذين طالبوا بالافراج عن السجناء ورفعوا صورا لكرمان التوجه الى مكتب النائب العام الذي قال مصدر أمني انه أمر باعتقال كرمان.
لكن زهاء 50 من أفراد قوات الامن تصدوا لهم بالهراوات وأجبروهم على العودة. وذكر شاهد عيان من رويترز أن مصورين تلفزيونيين كانا يغطيان الاحتجاجات تعرضا للضرب أيضا على أيدي الشرطة التي صادرت آلات التصوير الخاصة بهما واحتجزت أحدهما لفترة وجيزة.
وقال محمد اسماعيل النهمي زوج توكل لرويترز في اتصال هاتفي انه ليس لديه معلومات دقيقة عن مكانها ويحتمل ان تكون في السجن المركزي أو في مكان آخر.
وكرر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في خطاب بثه التلفزيون الحكومي يوم الاحد عرض الحوار مع الجماعات المعارضة وقال ان من الخطأ الربط بين اليمن والاحداث في تونس.
وقال ان اليمن بلد ديمقراطي وليس مثل تونس التي وضعت المساجد تحت المراقبة وكممت الافواه.
وفي مسعى لتهدئة الوضع على ما يبدو أعلن صالح ايضا عن خطط لزيادة رواتب موظفي الحكومة والعسكريين 47 دولارا لتصل الى 234 دولارا شهريا وهي علاوة جيدة للجنود وموظفي الحكومة الذين يتقاضون أجورا زهيدة في اليمن.
ومثلت الإطاحة بالرئيس التونسي زلزالا سياسيا أنهى صورة الحاكم العربي المستبد المدعوم من الجيش باعتباره في منأى عن الاستياء الشعبي.
وردد المتظاهرون في صنعاء يوم الأحد نفس المطالب التي ترددت الاسبوع الماضي في المظاهرات التي قادتها كرمان.
وقال هاني الجنيد الطالب في جامعة صنعاء "نطالب علي عبد الله صالح بالرحيل لانه ليس لنا أي خيار آخر."
ويحكم صالح اليمن منذ أكثر من 30 عاما كما أن حكومته التي تعاني من أزمة مالية طاحنة تتصدى لتمرد في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب ونشاط مقاتلي القاعدة.
وقال الجنيد "اليمن دمرته حرب في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب وفقر وجوع وبطالة وجهل وامراض. بات من المستحيل بالنسبة لنا التزام الصمت ازاء هذا الوضع."
واقترح صالح الاسبوع الماضي اصلاحات دستورية شملت وضع قيود على فترات تولي الرئاسة في المستقبل. لكن المتظاهرين وصفوا ذلك بانه غير كاف وتجمعوا بالالاف في الجنوب لانتقاد الحكومة.
ويسعى اليمن جاهدا للخروج من الفقر رغم تراجع انتاج النفط. ويعيش اكثر من 40 في المئة من السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم ويعاني ثلث السكان تقريبا من جوع مزمن.
وقال متظاهر آخر يوم الاحد ان الحالة السيئة للاقتصاد كانت السبب الذي دفعه للخروج الى الشوارع. وقال "اتظاهر اليوم بسبب البطالة ولانني متخرج من الجامعة وأعاني من البطالة منذ ست سنوات."
******************************************************************************************************
مع تحيات
حبيكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
*****************************************************************************************************