لندن: «الشرق الأوسط»
قصة فيلا «لا ليوبولدا» الواقعة في الريفيرا الفرنسية وتعد أغلى فيلا في العالم تجمع بين السحر والخيال والتاريخ العريق، ليس فقط من حيث تاريخ أصحابها وموقعها وحدائقها ولكنها كذلك من حيث إنها شهدت تصوير الكثير من الأفلام السينمائية.
بنيت فيلا «لا ليوبولدا» بواسطة الملك ليوبولد الثاني، عاهل بلجيكا عام 1902، لكي يقدمها كهدية لصديقته بلانك زيليا جوسفين ديلاكرويكس، التي كانت تعرف أيضا باسم كارولين لاكرويكس، واستمدت هذه الفيلا اسمها من اسم الملك. وبعد وفاة ليوبولد، تم نزع ملكية الفيلا من بلانك ديلاكرويكس، وأصبح ابنه الملك ألبرت الأول مالك الفيلا. وخلال الحرب العالمية الأولى، استخدمت الفيلا كمستشفى عسكري. وفي عام 1919، استحوذت ثيريزي فيتالي، كونتيسة بيوشامب، على هذا العقار الفخم وبدأت في إجراء تعديلات وترميمات عليه. وفي عام 1929 استحوذ المعماري الأميركي أوغدين كودمان جونيور على العقار، وأجرى عمليات إعادة تأهيل وترميم إضافية ليعطي العقار مظهره الحالي. وفي عام 1951، باع المعماري كودمان الفيلا إلى إيزاك والتون كيلام، وبعد وفاته ورثت زوجته فيلا «لا ليوبولدا». وفي أواخر عقد الخمسينات من القرن الماضي، باعتها إلى غياني إغنيلي وماريلا أغنيلي.
وبحلول عام 1988، كانت فيلا «لا ليوبولدا» قد أصبحت واحدة من منازل المصرفي إدموند صفرا، وبعد وفاته في عام 1999، ورثت زوجته ليلى صفرا العقار. وكلفت عائلة صفرا رينزو مونغياردينو، بأداء أعمال الديكور داخل الفيلا، بينما تم تصميم غرف النوم في الطابق الثاني بواسطة ميكا أرتيغون.
وظهرت الفيلا في الأخبار مجددا في صيف عام 2008 عندما وردت تقارير عن أن مليارديرا قد اشترى المنزل بسعر يصل إلى 500 مليون يورو تقريبا، أي ما يعادل (736 مليون دولار/ 397 مليون جنيه إسترليني). ولكن السعر الذي ورد لاحقا في حيثيات دعوى قضائية في شهر فبراير (شباط) عام 2010 كان مبلغ 370 مليون يورو، وهو ما جعل هذه الفيلا ربما أغلى فيلا في العالم.
وأشارت تكهنات إلى أن الملياردير الروسي بروخوروف هو المشتري، لكن متحدثا باسمه نفى في تصريحات صحافية نشرتها الصحافة البريطانية أنه كان المشتري، وقال إنه رفض القيام بأعمال استثمارية في فرنسا إلى أن يتلقى اعتذارا من الجهات الرسمية في أعقاب التشهير بسمعته وتعرضه للتحقيق بفرنسا في قضية أخلاقية. ولكن لاحقا ثبت أنه المشتري في أعقاب رفعه دعوى قضائية طالب فيها باسترداد الدفعة المقدمة التي دفعها في حساب زوجة الملياردير ليلى صفرا التي ورثت العقار النفيس.
وفي شهر فبراير عام 2010، قضت إحدى المحاكم في مدينة نيس الفرنسية بأن بروخوروف لا يمكنه المطالبة باسترداد مبلغ الـ39 مليون يورو التي دفعها كدفعة مقدمة إلى ليلى صفرا في عام 2008، وأنه يتعين عليه دفع مبلغ 1.5 مليون يورو إضافية. وأعلنت ليلى صفرا لاحقا أنها سوف تتبرع بالمبلغ بأكمله إلى عدد من المؤسسات التي تركز على الأبحاث الطبية، ورعاية المرضى والتعليم وقضايا إنسانية مهمة أخرى حول العالم.
المعركة القانونية: في قصة تغلف الثروات المتغيرة لأكثر الأشخاص ثراء في العالم، أثيرت أكثر من مرة قصة محاولة الملياردير الروسي الشراء، خسر قطب الأعمال الروسي ميخائيل بروخوروف الوديعة التي تقدر بنسبة 10 في المائة من قيمة الفيلا، والتي دفعها من أجل شراء فيلا ليوبولدا، مقابل 525 مليون دولار من ليلى صفرا، سيدة المجتمع وأرملة المصرفي أدموند صفرا.
حسب معسكر عائلة صفرا فإن الفيلا لم تكن معروضة للبيع، ولكن بروخوروف عرض ثمنا مرتفعا جدا بشكل لا يمكن إغفاله. ودفعت الوديعة كضمانة في نفس الشهر من قبل شركة «بروخوروف القابضة»، وكان من المتوقع أن تنتهي صفقة البيع بحلول شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2008. ولكن، يمكن للمرء فقط أن يفترض أن شيئا قد تغير في ظروف بروخوروف خلال الخمسة شهور تلك، لأنه وفقا لمحامي أرملة الملياردير صفرا، لم يصل ممثلو بروخوروف على الإطلاق من أجل الاطلاع على خطوات تكملة ترتيبات صفقة الشراء.
وبعد ذلك، رفع بروخوروف دعوى قضائية لاسترداد الدفعة المقدمة، ولكن ليلى صفرا رفضت المبدأ، مع الإعلان عن نيتها لتقديم هذه الدفعة المقدمة إلى الكثير من المؤسسات الخيرية ومن بينها مؤسسة «مايكل جي فوكس» لأبحاث مرض الشلل الرعاش وكلية كينغز كوليدج في لندن.
وقد فازت صفرا في النهاية، وفي النصف الأول من العام الماضي، قضت محكمة في مدينة نيس الفرنسية بأن يتم دفع مبلغ التأمين إلى ليلى صفرا، وأن بروخوروف لا بد أن يدفع أيضا مليوني دولار كتعويضات.
وقالت الوريثة ليلى صفرا بعد انتصارها وتبرعها بالقيمة: «عبر تحويل الوديعة إلى مؤسسات خيرية، أود أن أشجع كل الأفراد القادرين على دعم الأبحاث الطبية ورعاية المرضى والتعليم وقضايا إنسانية أخرى».
ويحتل بروخوروف المرتبة التاسعة والثلاثين على قائمة أغنى الأشخاص في العالم، حسبما ذكرت مجلة «فوربس»، وتقدر ثروته بنحو 13.4 مليار دولار. وتساوي القيمة الحقيقية لفيلا «لا ليوبولد» في الوقت الحالي جزءا قليلا من السعر الذي وافق على دفعه، ولكنها سوف تساوي في يوم من الأيام قيمة أكبر كثيرا من هذا السعر.
ولهذا السبب، يبدو أن أفضل قرار قد يتخذه بروخوروف هو أن يقوم بتقليل خسائره فحسب، لأن الإعلان المستمر عن هذا الأمر لن يفعل شيئا سوى حدوث انتعاشة في سوق العقارات الفخمة، علما بأن الفيلا كانت قد استخدمت كموقع لفيلا ليرمونتوف في فيلم «الأحذية الحمراء» عام 1948، حيث كانت البطلة تصعد سلالم الفيلا اعتقادا منها بأنها قد دعيت لتناول طعام العشاء. وبدلا من ذلك، كان من الممكن أن تحصل على دور النجمة في حفلة الباليه الجديدة.
واستخدم ألفريد هيتشكوك فيلا «لا ليوبولدا» كموقع للأحداث في فيلمه «القبض على سارق» الذي تم إنتاجه في عام 1955.
*****************************************************************************************************
مع تحيات
حبيبكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
******************************************************************************************************