مما لا شك فيه أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يواجه واحدة من أشد التحديات التي يواجهها منذ توليه الحكم قبل نحو 42 عاما وهي احتجاجات واضطرابات تطالب بإسقاط نظامه.
وتتعرض عدة مدن ليبية وعلى رأسها بنغازي وبيضا في الشرق منذ يوم الثلاثاء الماضي إلى أعمال شغب وتخريب وحرق لمستشفيات ومصارف ومحاكم وسجون ومراكز للأمن العام وللشرطة العسكرية ومنشآت عامة أخرى، إضافة إلى ممتلكات خاصة.
ومع مرور الوقت يشتد الوضع خطورة حيث بلغت حصيلة الاحتجاجات التي تفجرت في ليبيا منذ عدة أيام حوالي 200 قتيلا فيما سيطر المحتجين المناهضين لحكومة الزعيم معمر القذافي على مدينة البيضا، البالغ عدد سكانها 250 الف نسمة، بعد أن انضم لهم بعض أفراد الشرطة المحلية.
وقد توجه رجال الدين في ليبيا بنداء للجيش للتوقف عن قتل المحتجين لكن هذا النداء لم يذهب إلى العنوان الصحيح. فقد لجأ العقيد معمر القذافي إلى استخدام جنود آسيويين وجنود أفارقة لمواجهة الثورة المندلعة منذ عدة أيام ضد حكمه. ونقلت مصادر مطلعة أن هؤلاء الجنود هم من "المرتزقة" الذين يضمهم "الفيلق الإسلامي"، الذي كان القذافي قد أنشأه أثناء حربه الخاسرة في تشاد. يذكر أن القذافي كان قد أرسل في الماضي جنود ليبيين للمشاركة في الحرب الأهلية في تشاد. والآن، حان الوقت ليرد له التشاديون معروفه هذا.
وقال شهود عيان لموقع "نقودي.كوم"
www.nuqudy.com إن أربع طائرات عسكرية هبطت قبل ثلاثة أيام في مطار بنينة في ضواحي مدينة بنغازي شرق ليبيا، يُعتقد أنه كان على متنها من وصفوهم بـ"المرتزقة الأفارقة"، وقد جاءوا من دول إفريقية لم تعرف جنسيتها بعد، إلا أن بعضهم قال إنهم يتحدثون الفرنسية.
وأكد الشهود أنه تم إلقاء القبض على بعضهم، واعترفوا بأنهم تلقوا تعليمات من خميس القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. وتحدثت أنباء عن انضمام وحدات من الجيش الليبي إلى صفوف المحتجين بعد نشر "الميليشيات الإفريقية" في الشوارع.
وأفاد مصدر آخر أن عدة طائرات هبطت في مطار "معيتيقه" العسكري وتحمل "مرتزقه أفارقة"، يرتدون زياً عسكرياً ليبياً، حيث يتم إرسالهم إلى النقاط الساخنة في المنطقة الشرقية، ونشرهم داخل طرابلس، خصوصاً في منطقتي قرجي وغوط الشعال.
ولم تعرف المصادر جنسيات الجنود الآسيويين, الذين أكدت انهم من بلدان إسلامية على الأرجح, مضيفة ان الأفارقة قد يكون بينهم تشاديون.
إن النظام الليبي ولإدراكه احتمال اندلاع الانتفاضة الجماهيرية بواسطة الشعب الليبي شكل ومنذ عقود قوات خاصة من المرتزقة الأفارقة غير الليبيين حيث يحصل كل من هؤلاء على مبلغ يتراوح بين 12 الف دولار و 30 ألف دولار مقابل قتل كل معارض ليبي مشارك في الانتفاضة العارمة التي تشهدها العديد من مدن ليبيا أو مقابل عمليات خاصة.
ومنذ ان تطأ أقدامهم التراب الليبي يحصل كل واحد من هؤولاء المرتزفة على مبلغ يتراوح بين 2 ألف دولار و 5 ألف دولار من ليبيا الغنية بالنفط من أجل فتح شهيته لقتل الأبرياء.
وتشهد المدن الليبية منذ الخامس عشر من فبراير الجاري موجة من الاحتجاجات للمطالبة برحيل الزعيم معمر القذافي. وتقوم السلطات بقمع المظاهرات. وأصبحت مدينة بنغازي شرقي البلاد مسرحا رئيسيا للمواجهات بين السلطات والمعارضة.
جدير بالذكر إن أكثر من خمسين مليار دولار تدخل سنوياً خزينة الدولة كعوائد نفطية (ليبيا تصدر حوالى 1.8 مليون برميل نفط يومياً) ومع ذلك تنحدر الخدمات العامة من تعليم وصحة إلى مستوياتها الدنيا ويتوجه معظم المرضى الليبيين إلى مستشفيات الأردن وتونس طلباً للعلاج وهما دولتان غير نفطيتين وتعتبران من الدول الفقيرة نسبيا.
وتجري في عدة دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الفترة الأخيرة مسيرات احتجاجية للمطالبة بإجراء إصلاحات ديمقراطية واستئصال الفساد وتحسين الظروف المعيشية.
********************************************************************************************************
حبيبكوووووووووووووووووووووووووووووووو
********************************************************************************************************