مقتطفات من شعر احمد مطر
--------------------------------------------------------------------------------
الحل
أنا لو كنت رئيساً عربيا
لحللت المشكلة…
و أرحت الشعب مما أثقله…
أنا لو كنت رئيساً
لدعوت الرؤساء…
و لألقيت خطاباً موجزاً
عما يعاني شعبنا منه
و عن سر العناء…
و لقاطعت جميع الأسئلة…
و قرأت البسملة…
و عليهم و على نفسي قذفت القنبلة…
الخلاصة
--------------------------------------------------------------------------------
أنا لا أدعو
إلى غير السراط المستقيم…
أنا لا أهجو
سوى كل عُتلٍ و زنيم…
و أنا أرفض أن
تصبح أرض الله غابة
و أرى فيها العصابة
تتمطى وسط جنات النعيم
و ضعاف الخلق في قعر الجحيم…
هكذا أبدع فنّي
غير أني
كلما أطلقت حرفاً
أطلق الوالي كلابه
آه لو لم يحفظ الله كتابه
لتولته الرقابة
و محت كلّ كلامٍ
يغضب الوالي الرجيم…
و لأمسى مجمل الذكر الحكيم…
خمسُ كلماتٍ
كما يسمح قانون الكتابة
هي:
(قرآن كريم..
صدق الله العظيم)
الرجل المناسب
--------------------------------------------------------------------------------
باسم والينا المبجّل…
قرروا شنق الذي اغتال أخي
لكنه كان قصيراً
فمضى الجلاد يسأل…:
رأسه لا يصل الحبل
فماذا سوف أفعل ؟…
بعد تفكير عميق
أمر الوالي بشنقي بدلاً منه
لأني كنت أطول…
حالات
--------------------------------------------------------------------------------
بالتمادي…
يصبح اللصّ بأوربا
مديراً للنوادي…
و بأمريكا…
زعيماً للعصابات و أوكار الفسادِ…
و بأوطاني التي
من شرعها قطع الأيادي…
يصبح اللصّ
رئيساً للبلاد…
المتهم
--------------------------------------------------------------------------------
كنت أمشي في سلام…
عازفاً عن كل ما يخدش
إحساس النظام
لا أصيخ السمع
لا أنظر
لا أبلع ريقي…
لا أروم الكشف عن حزني…
و عن شدة ضيقي…
لا أميط الجفن عن دمعي.
و لا أرمي قناع الابتسام
كنت أمشي… و السلام
فإذا بالجند قد سدوا طريقي…
ثم قادوني إلى الحبس
و كان الاتهام…:
أنّ شخصاً مر بالقصر
و قد سبّ الظلام
قبل عام…
ثم بعد البحث و الفحص الدقيق…
علم الجند بأن الشخص هذا
كان قد سلم في يومٍ
على جار صديقي…
الهارب
--------------------------------------------------------------------------------
في يقظتي يقفز حولي الرعبْ…
في غفوتي يصحو بقلبي الرعبْ…
يحيط بي في منزلي
يرصدني في عملي
يتبعني في الدربْ…
ففي بلاد العرب
كلّ خيالٍ بدعةٌ
و كل فكرٍ جنحةٌ
و كل صوت ذنبْ…
هربت للصحراء من مدينتي
و في الفضاء الرحبْ…
صرخت ملء القلبْ…
إلطف بنا يا ربنا من عملاء الغربْ…
إلطف بنا يا ربْ…
سكتُّ… فارتد الصدى:
خسأت يا ابن الكلبْ…
يحيا العدل
--------------------------------------------------------------------------------
حبسوه
قبل أن يتهموه…
عذبوه
قبل أن يستجوبوه…
أطفأوا سيجارةً في مقلته
عرضوا بعض التصاوير عليه:
قل… لمن هذي الوجوه ؟
قال: لا أبصر…
قصوا شفتيه
طلبوا منه إعترافاً
حول من قد جندوه…
و لما عجزوا أن ينطقوه
شنقوه…
بعد شهرٍ… برّأوه…
أدركوا أن الفتى
ليس هو المطلوب أصلاً
بل أخوه…
و مضوا نحو الأخ الثاني
و لكن… وجدوه…
ميتاً من شدة الحزن
فلم يعتقلوه……
وظيفة القلم
--------------------------------------------------------------------------------
عندي قلم
ممتلئٌ يبحث عن دفتر
و الدفتر يبحث عن شعر
و الشعر بأعماقي مضمر
و ضميري يبحث عن أمن
و الأمن مقيم في المخفر
و المخفر يبحث عن قلم
- عندي قلم
- وقع يا كلب على المحضر !
أوصاف ناقصة
--------------------------------------------------------------------------------
قال: مالشيء الذي يهوي كما تهوي القدم ؟
قلت: شعبي…
قال: كلا… هو جلدٌ ما به لحمٌ و دم…
قلت: شعبي…
قال: كلاّ… هو ما تركبه كل الأمم…
قلت: شعبي…
قال: فكّر جيداً
فيه فمٌ من غير فمْ
و لسان موثقٌ لا يشتكي رغم الألم
قلت: شعبي…
قال: ما هذا الغباء ؟!
إنني أعني الحذاء !
قلت: مالفرق؟
هما في كل ما قلت سواء !
لم تقل لي أنه ذو قيمةٍ
أو أنه لم يتعرض للتهم.
لم تقل لي هو لو ضاق برِجلٍ
ورّم الرِجل و لم يشكو الورم.
لم تقل لي هو شيءٌ
لم يقل يوماً… (نعمْ) !
كابوس
--------------------------------------------------------------------------------
- الكابوس أمامي قائم.
- قمْ من نومكَ
- لست بنائم.
- ليس، إذن، كابوساً هذا
بل أنت ترى وجه الحاكم !