أخدود تعز /

أخدود تعز

في رثاء مدينة تعز اليمنية التي أحرقها النظام مساء 29/مايو/2011م عندما تم اقتحام ساحة الحرية ليلاً وتم نحويلها إلى أخدود أحرق به المعتصمين




في الليلة الظلماء جاءتك الأسيَّةُ يا تعزُّ
في الليلة الظلماءِ باعوكِ. وباعوا القلعة الحمراء . باعوا الله والباهوت . جاؤنا لهم رعدٌ وبرقُ
في الليلة الظلماء جاءتكِ خنازير النظام يسوقها رجسٌ وقبحُ
أحرقوا في الليل زاوية المظفر . والمآذن والمصاحف والندى والمهرجان بكل عابثةٍ يدقوا
حاولوا إطفاء نور الله في الوجه البريء وأي نورٍ لا يُعَقُّ؟
ودنست جنباتكِ. فإذا الحدادُ معطرٌ بالابتهال كأنكِ أم الطقوس. كأن وردٌ لم يصبه اليوم قرحُ
هذا رثاؤك يا تعزُّ ملونٌ بدخان أخدودٍ وحرقُ
هذا مساءٌ لم يكن للنار من قلبٍ يرقُّ
ولم يكن للثائرين بجوفها بردٌ وعتقُ
ورغم أنفكِ يا تعزُّ
جعلوكِ أخدوداً لعزم الثائرين وأنتِ أمٌ لا تُعقُّ
آه يا أمي الحبيبةُ يا تعزُّ
كيف أحرقكِ النظام, وكيف بات الثائرون يعانقون النار , يحترقون، كان الله قد أهدى لهم في الخيل سبقُ
فارفعي الرايات يا تعزُ الحبيبةُ . اخبري الباهوت أنَّا ثائرون، وهاؤلاء حثالةٌ. لا يصنعوا التاريخ مهما زارهم, كرهٌ وعشقُ
اخبري الشهداء أنَّا لم نَحِد. أنَّ التراب هي الهوى غربٌ وشرقُ
هذا رثاءُك يا تعزُّ
وهذه أسطورة الثوار تحرقها أخاديد النظام وليس بعدُ
من كل زاويةٍ تشبُّ النار في أجسامنا وتفوح رائحة الحروق
خانوكِ يا أمي وها قد حوَّلوا حيث النبوةِ ثكنةً؛ لتزيد أشكال العقوق. وتزيد أهوال النظام.
الصبر يا أمي فهذي الساحة الغراء قد صارت حطام
من هنا كنا نقاوم حيث كان الاعتصام
وها هنا كنا نرتل أغنيات الثورة العصماء
هاهنا كنا نَشِيد دعامة المجد التليد
وذات يومٍ ها هنا سقط الشهيد
فلماذا يرتعد النظام؟
وكل شيءٍ قد توارى في الجحيم
ألأنهم سيحررون القدس ـ وا أسفاه ـ أو يئدوا نضال الثائرينَ وبالحرائق يشعلوا نار الخيام؟!
******
لم تكن هذي المساحة قطعةٌ في الأرض أو باقي التراب
لم تكن تلك الخيام مساكناً للغاضبين
ولم يكن هذا الزمان كغيره, يطوي الغوى في العابثين
هذي المساحة قبلةٌ أخرى لكل الثائرين
وفي حشاها كعبةٌ أخرى تقدسها الشعوب الثائرة
هذي المساحة منبر التنوير والفكر الجديد
هذي المساحة قطعةٌ من قلب كل الخارجين على الظلام
فمن هنا دوَّى جنون الصرخة الأولى
هنا.. تُستلهم الوطنية المثلى وألوان الفداء
من باطن الساحات من تلك الخيام تفتحت في الأرض أزهار الربيع
ومن هنا يتخرج الجيل الجديد
******
لا لن تجف الأرض من هجماتنا ضد النظام
لن نبالي بالرصاص
لن نخاف عتادهم وجرائم الحرس التي فينا تنفذ في النهار
اليوم انقلب الزمان
صار جيش الشعب يَحطِمُنا فهل من ناصحين؟
والقائد الأعلى يقود معاركاً ضد الشباب الغاضبين
أي انتصاراتٍ كهذه؟ أي فتحٍ خاضه السكران . أين الفاتحين؟!
ترك السكارى أرض كنعان وخاضوا حربهم ضد الشعوب
يا خيبة المسعى. ويا بَجَح الخيانة. كيف تخترق القلوب؟!
كيف تذبح في الإذاعات الحقائق؟!
وكيف يحترفوا فنون الدجل في القنوات
ويعاقرون الهلوسات؟!
الشعب سيد نفسه. كنا وما زلنا نرددها. ويسقط كل خنزيرٍ عميل
فليسقط الإرهاب من أكواخنا, والرقُّ. تسقط كل أصنام الخيانة. وليعود الحب ما بين الطوائف؛ كي يرى السفاح ما معنى السيادة للبلاد. وكيف تُحترم الشعوب؟
من بعد رحلتنا المريرة والوتد. قد تجاوزنا بثورتنا لُبَد. وكفرنا بالأخ الفرد الأحد. الذي لم تلد أمٌّ سواه في البلد. والذي لم نجد من بعده في الأرض آلهةً جديدة . ريثما يأتي الولد.
ونعوذ من شر الحسد.
فارحلوا عنا . ارحلوا عن سرنا. عن جهرنا . عن أرض نشوان التي أحرقتموها.
سوف نمضي بالكلام إلى الكلام.
ونثور من كل الحرائق والقذائف والدخان.
ونقاوم المد الشعوبي والضلال
سنموت من أجل الحياة لشعبنا
ونعيد أمجاد التبابعة العظام.
الاتنين // 30/5/2011م