رفض وزير الإعلام "حسن اللوزي" النظر في شكوى تقدم بها الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة الحديدة العقيد حسن الهيج ضد قناة السعيدة على خلفية مسلسل "همي همك" الذي أعده ومثله الفنان الشعبي فهد القرني.
وقال الوزير اللوزي في مذكرة للهيج رداً على شكواه "إن قناة السعيدة من القنوات الخاصة ولا تتبع ولا تخضع للسياسة الإعلامية الحكومية، ويمكنكم مقاضاتها لدى السلطة القضائية إذا كانت قد أخلت بالواجبات المهنية والأخلاقية".
ونفا الهيج في تصريح لـ"الصحوة نت" أن يكون قد هدد إدارة قناة السعيد بالإغلاق، وإنما أبلغ إدارة القناة بعتبه على المسلسل.
واعتبر الهيج فكرة مسلسل "همي همك" غير موفقة، وبالغت كثيرا على ما يدور في أرض الواقع، معترفا في السياق ذاته بوجود بعض المتنفذين.
وتساءل الهيج "ايش دخل الشيخ في المظالم التي تحدث في تهامه؟!، مؤكدا بأن الشيخ نفسه هو نفسه لأنه يدافع عن الحق العام؟!".
وذكر الهيج قناة السعيدة بحادثة الإعتداء على البرلماني "أهيف" داخل مجلس النواب قبل أشهر، وضج مشايخ تهامة وأبناء تهامة لهذا السبب.
ونفى الهيج انه يقود هو وسكرتير رئيس الجمهورية "عبده بورجي" حملة مقاطعة بنك التسليف التعاوني الزراعي على خلفية رعايته للمسلسل، موجها عتابا لرئيس مجلس إدارة البنك لرعايته ما وصفه بالأقصوصة.
وكان الفنان فهد القرني معد وبطل المسلسل الجماهيري الشهير "همي همك " الذي يعرض هذه الأيام على قناة السعيدة، رحب بأي نقد مهني وفني للمسلسل.
وفي ردة على انتقادات البعض بأن المسلسل أساء لأبناء تهامة من خلال تقديم التهامي بصورة سلبية قال القرني في تصريح لـ"الصحوة نت" نحن انتصرنا لأبناء تهامة ولثقافة تهامة وقدمنا شخصية الفتيني المعبرة عن التهامي الحر المتمرد على الظلم والاستعباد ، و كشفنا الغطاء عن الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء تهامة ، وعرينا كل من يتعرض لأهلنا في تهامة بالظلم والتعسف".
واعتبر القرني هذا المسلسل " بلاغ عام إلى النائب العام بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في تهامة وفي كل أرجاء اليمن".
وأوضح بأننا " لم نقصد شخصاً بعينه في هذا المسلسل وإنما تحدثنا عن ظاهرة تحدثت عنها منظمات حقوقية وكتبت عنها الصحافة والصحفيون ولسنا أول من يتحدث عن الانتهاكات التي تحدث في تهامة ".
مضيفا " شخصياً أعتز بأهلي في تهامة وأدرك أن تاريخ أهل تهامة تاريخ حرية لكن أُريد لأهل تهامة أن يظلوا يلعبوا دور المستضعف ، وأردنا نحن من خلال هذا المسلسل أن يتمرد الناس على عبودية المتسلطين وظلم الناهبين ومنتهكي الحقوق وأن نضع قضية الانتهاكات تحت مجهر الرأي العام ".
وأشار إلى أن "المعني بالمسلسل ليس أبناء تهامة وإنما كل أبناء اليمن سواء في السهل أو الجبل وأينما كانوا" .
وتابع قائلا " أردنا أن نقول لهم أن الحرية حق كفلته الشرائع السماوية والدساتير والقوانين الأرضية، وعلى الناس أن لا يخضعوا للمتسلطين " .
ودعا القرني كل المعنيين إلى مقاومة الظلم والاستبداد أيا كانت وجهته ،ملفتا إلى أنه "لا يمكن لمقال في صحيفة أو مسلسل في فضائية أن ينهي هذه الظاهرة لكنها تساهم في محاصرة (طفاح) ورفاق ثقافته في أرجاء البلاد ".
وجدد التأكيد " بأن المسلسل لم يقصد شخصاً بعينه ولكنه عالج ظاهرة لا يستطيع أحد إنكارها ".
ونوه القرني " إلى أن تهامة الأرض واللهجة والإنسان والقيم والقضايا والهموم ظلت مغيبه عن الدراما اليمنية ونحن حاولنا مع زملائنا في فريق المسلسل أن نسلط الضوء على هذا الإقليم المهم من أقاليم وطننا الحبيب".
ومضى قائلا " لا يمكن أن نتعرض لأهلنا في تهامة بسخرية ولا يعقل أن نسخر من أحد لكننا بفضل الله استطعنا ومن خلال ردة فعل الناس التي لاحظناها أن نقنع المشاهد اليمني بسلاسة الثقافة التهامية وأن اللهجة التهامية والطبيعة التهامية مخزون ثقافي يجب أن يكون له حضور في الدراما اليمنية".
وأبدى القرني إستعداده وفريق العمل لتقبل أي نقد للمسلسل ، مؤكدا أنهم يقومون بجمع كل الملاحظات وأخذها على محمل الجد للاستفادة منها وتجاوز الأخطاء في أي عمل قادم.
معتبرا " أن كل من انتقدنا أنه صديق حريص ومحب يريد أن يرانا بشكل أفضل " مضيفا " وإذا كان لنا في هذا العمل ألف خطأ مثلاً نعدكم أن تكون أخطائنا في الأعمال القادمة أقل من تسعمائة وكثيرا من الملاحظات البناءة والمهنية التي قرأناها سنعمل بها إن شاء الله والذي لا يعمل لا يخطئ ".
ودعا القرني في ختام حديثة لـ"الصحوة نت" كل زملاء الدراما والمسرح إلى أن تنحاز أعمالهم إلى هموم الناس وإلى القضايا المسكوت عنها" قائلا أنهم قد يجدوا سخطا من بعض المتنفذين ولكنهم سيجدون قبولاً واسعاً من قبل أبناء الشعب اليمني"
مشيدا في السياق ذاته ببعض المسلسلات المحلية هذا العام التي قال أنها عالجت قضايا مهمة وحساسه أفضل من السنوات الماضية.
يذكر أن ضغوطا مورست على قناة السعيدة وعلى رعاة المسلسل من قبل نافذين لوقف هذا المسلسل – بحسب مصادر موثوقة - غير أن إدارة القناة نفت تعرضها لتلك الضغوط ، وأكدت استمرارها في بث المسلسل.
ويحظى المسلسل بمتابعة واسعة في الأوساط اليمنية بمختلف فئاتهم.